السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه القصة أعجبتني فاحببت ان انقلها لكم............
وهي قصة حقيقية حدثت واشخاصها حقيقيون (ولكن بدون ان نذكر الأسماء )
شخص اسمه (ابراهيم ) متزوج من زوجة صالحة عاقلة جميلة متزنة الفكر
تملك من الصفاء
والحب الشئ الكثير رزقه الله منها اربعة اطفال (بنتين وولدين ) ويعيشون في
شقة صغيرة من الله
عليهم بالسعادة والسكينة والقدرة على تفهم كلا منهم لمتطلبات الأخر
وكان (ابراهيم ) على وشك الأنتهاء
من بناء الدور الأول من بيته والذي تحصل على ارضه عن طريق منحة
من ...... وقرض من الصندوق
العقاري بألأضافة الى توفيرة لبقية المبلغ لأكمال البناء عن طريق استخراج
سيارتين بنظام الأقساط
مما ذكر من قدرة زوجته على ان تجعل من شقته الصغيرة قصرا هادئ
رومنسيا انها كانت تقرأ افكاره
فتعرف متى الوقت المناسب والذي يحتاج فيه لأبريق من الشاي
او قدح من القهوة ( قبل ان يقوم هو بطلب
ذلك منها ) كذلك انتظارها له حينما يعود من عمله بجمع اطفالها بلباس
مرتب انيق للسلام على والدهم
ومن ثم تدخلهم للعب في غرفة مخصصة لهم حتى تأخذ فرصتها
لأحضار طعام الغداء لزوجها الذي تحبه
وتحنوا عليه وتعتبره طفلها وحبيبها واغلا ما تملك ليتناول طعامه في
جو هادئ ومريح وخاصة
بعد عودته من عمله المرهق
وكان هوا ايضا يحترمها ويقدرها ويتعجب من قدراتها على قرائه
افكاره وتلبية طلباته حتى قبل ان
يطلبها وتوفيرها للجو المتوافق مع رغبته ومزاجه
وكانت لا تحب ان تضايقه بكثرة الطلبات او الزيارات او النوم وترك كل
المسئوليات على الخادمة حتى
الطبخ او اللهو عن حاجات زوجها بالتحدث وكثر المكالمات مع صديقاتها
او اخواتها او مشاهدة التلفاز
فهي بطبيعتها عينها مليانه وتحب مقر سكنها (بيتوتيه ) بطبعها كذلك
لا تسمح لأحد من قريباتها مهمابلغت درجة هذه القرابه بالتدخل في
حياتها الزوجية وكان (ابراهيم ) مرة من كل اسبوع (يوم الخميس ) عادته
يجتمع مع اصدقائه وبعض زملائه في العمل في احدى الأستراحات او منزل
احد منهم لترفيه والتخفيف من ضغوطات الحياة والعمل وتبادل الأراء
وفي يوم من الأيام واثناء احدى المناقشات عن الحب ودرجاته وصدق هذه
العاطفه والزواج والوفاء والتعدد
في الزوجات اشتدت المناقشات وحميت وخاصة ان كثير من الحاضرين متزوجين
ومن ضمن المناقشات انه من الصعوبه بمكان (وفي هذا الوقت الذي نعيشه )
التصديق بوجود حب صادق يعطي بدون ان ينتظر مقابل هذا العطاء حب لا يصل
لدرجة الرغبة في التملك والتحكم في المحبوب حب ممزوج بدرجة وفاء عالية
فعاد (ابراهيم ) لشقته والأفكار تراودة من تاثير قوة ما حدث من مناقشات بين
الحضور واصبح يفكر هل كل الحب والحنان الذي منحته اياه زوجته من الممكن ان
لا يكون حقيقي وانه يحدث لمجرد ان حياتهم تسير بشكل طبيعي وعند ادنى ازمة
او مشكلة من الممكن ان يتحطم هذا الحب وان الخذلان هو
النتيجة النهائية من زوجته
وفي اليوم التالي
وفي المساء لا حظت زوجة (ابراهيم ) ان هناك ما يشغل بال زوجها فبادرته
بالسؤال هل هناك ما يشغل بالك
فرد عليها لا لا يوجد شئ انما هي ضغوط العمل
فردت عليه بصوت الزوجة المحبة بل اعتقد ان هناك ما يشغل بالك
وان لي فيه دور فأبتسم بهدوء وسألها عن مقدار درجة حبها له
فردت ان الحب ليس له مقياس ليقاس ولكن استطيع ان اقول لك باني احبك
بدرجة (اني اعتبرك زوجي
واخي وصديقي واني اعتبرك طفلي المدلل والذي اضحي بنفسي من اجله )
فتبسم قليلا وقال مهما فعلت فلن تتغير درجة حبك لي
فقالت نعم مهما فعلت لأني احببتك بقناعة تامة لدرجة اني اعرف شخصيتك
وطريقة تفكيرك ومزاجك وما تحب وما تكره
فقال لها هل استطيع ان اعتبر هذا الحب هو من الحب الذي ندر هذه الأيام
حب لا ينتظر مقابل حب صادق مقرون بالوفاء
فردت نعم ولكن لماذا تسأل
فقال لها هل من الممكن ان يكون توفير رغبة شخصية لي وغير محرمة
سبب في تدمير كل هذا الحب الذي في قلبك لي
فسارعت في الرد حينما يكون حب غير حقيقي فقط ولكن حبي لك هو
حب حقيقي بكل المقاييس مع
قناعة شخصية بك وبكل محاسنك وعيوبك (وان كنت لا اراى بك من العيوب شئ )
فقال بس عيونك الحلوة اللي ما تخليك تشوفين عيوبي
واولها بتعرفينه الان
فقالت انا اسمعك
فقال انا ارغب في الزواج ليس عيبا فيك او تقصير انما هي رغبة احس
باني في حاجتها
اطرقت براسها قليلا ثم قالت وهي تمنع دموعها من الأنسياب على وجنتيها
وهل هي رغية فعليه لك ام انها بسبب تقصير مني ولكنك تجاملني
بقولك رغبه فقط ................(تعليق درجة التفاهم عالية بينهم )
فرد قائلا بل رغبة وليست بسبب تقصير منك وبسبب الصراحة الكاملة
بيننا والثقة المتبادلة صارحتك بهذه الرغبه
فقالت ان كانت هذه الرغبة هي من ستكون سبب اكتمال سعادتك في الحياة
فلا يوجد لدي مانع فقال وهل سيؤثر هذا الشئ على درجة حبك لي
فقالت لا استطيع ان اخفيك ستتأثر نفسيتي ولكن حبي لك لا اعتقد
انه سيتأثر لاني احبك بصدق
فبادرها ولثقتي فيك وحبي لك فأني اطلب منك ان تقومي انت
بأختيار زوجتي الثانية فأطرقت للحظات وقالت وهل ستثق في اختياري لك
فرد نعم فمادمت اثق في حبك لي فمن المؤكد ان اثق فيك في أي شئ يخص حياتي
فوافقت ان تقوم بهذه المهمة
بعد فترة ليست بالطويلة
اخبرت زوجها (ابراهيم ) بأنها قد توصلت لفتاه صالحة وجميلة وتتأمل فيها
ان تكون زوجة تليق بزوجها فسألها ومن تكون هذه الفتاه ؟
فقالت له انها الأخت الصغرى لاحدى صديقاتي وفيها من المواصفات
ما اعتقد انه سيعجبك فأخذ منها المعلومات عن اهل البنت وعنوانهم
ومن ثم طلب منها ان تفتح الموضوع مع اهل صديقتها ومع البنت
فوافقت
وفي نهاية الأسبوع بالفعل فتحت الموضوع وكان هناك ممانعه من البنت
التي وقع عليها الأختيار
ولكن استطاعت في النهاية ان تقنع البنت واوالدتها والأخت الكبرى (صديقتها )
بمميزات زوجها وصفاته
الكريمة وطيبته وعقلة واتزانه (مما اثار استغرابهم ان من يذكر لهم ذلك
هي زوجته ) وهو شئ ذو
مصداقية كبيرة فهي من يعيش معه مما جعلهم يوافقون
اخبرت زوجها ان اهل البنت اعطوا الموافقة المبدئية
فقال لها زوجها (ابراهيم ) نسيت ان اذكر لك شئ الأن (انت الأن في
اشد اختبار لصدق مشاعرك
وحبك لي ) فأما انك قد اخترتي لي بالفعل فتاه رائعة صالحة وجميلة
حسب ما اتفقنا محبتا منك لي
واما انك كنت غير صادقة واخترتي لي فتاه غير صالحة ولا تصلح ان تكون
زوجة لي وهنا ستظهر
الحقيقة وادعوا الله ان لا اصدم بك
خرج من شقته وذهب الى منزل اهله واخبر والدته انه يرغب في الزواج
من احدى اخوات صديق له
وانه يود ان تذهب والدته واخواته لرؤيتها وخطبتها من اهلها
اعترضت والدته عليه وذكرته ان لديه زوجة كاملة (والكامل وجه الله ) من
كل النواحي دين واخلاق
وعقل و جمال فلماذا تتزوج عليها
لم يكن لديه رد الا ان اصر على الزواج وبطبيعة الأم الحانية وافقت
بأمتعاظ ان تذهب معه للخطبة
اتصلوا بأهل البنت واخذوا موعدا لزيارتهم
وبعد عدة ايام وفي الموعد المحدد اخذ والدته واحدى اخواته وذهب
بهم لبيت اهل الفتاه وانزلهم
وذهب على ان يعود في الوقت الذي اتفق مع والدته عليه
اثناء تواجد والدته واخته عند اهل الفتاه
كان يدور في سيارته وتدور معه الأفكار والأسئلة هل ما فعلة صحيح
وهل حب زوجته له ولمصلحته
اكبر من حبها لنفسها ومصالحها هل اختارت بالفعل فتاة مناسبة ام اختارت
فتاة سيئة كثر من الأفكار .اصبحت تدور في رأسه
اصبح الوقت يمر بتطاول شديد وهو ينتظر موعد عودته لأخذ والدته واخته
ومعرفة النتيجة ...
وفي الموعد المحدد عاد لأخذ والدته واخته وبعد صعودهم الى سيارته
بادرهم بسرعة بالسؤال
كيف شفتوا البنت كويسة حلوة واهلها كيفهم وغيرها من الأسئله
فأذا بوالدته تبكي هي واخته فصدم من الموقف
وسألهم وش اللي صاير
فبادرته امه ليش خبيتا علينا ان زوجتك هي اللي اختارتها لك
تدري انهم كانوا رافضينك وزوجتك هي اللي اقنعتهم فيك
انت ما تخاف من الله فيها احد يفرط في هالجوهرة اللي عندك
فرد بسرعة بدون ان يتنبه لكلام والدته البنت كويسة والا لا
فردت والدته (البنت كاملة سواء من حيائها او دينها او عقلها وجمالها )
وانا خطبتها لأخوك اللي اصغر منك
لسببين اولا ان زوجتك ماراح تلقى مثلها في هالدنيا وثانيا ان البنت صغيرة
ولقطة وتصلح لأخوك اللي ما بعد تزوج .
توجم وجه (ابراهيم ) والتزم الصمت وهو في قمة الخجل من نفسه
وانزل والدته واخته ومن ثم توجه لبيته وبعد ان وصل قرر ان يدخل بسرعة الى غرفته
ويغلق بابه ليجلس مع نفسه
فأذا بزوجته تطرق عليه الباب وقد احست بأن زوجها في ضيقة ظهرت لها من وجهه
قبل ان يدخل غرفته
فقالت له من خلف الباب سامحني يمكن ما اعجبتكم البنت فلم يرد عليها
فعادت تكلمه من لف الباب ان كان متنكد من قلة المال لأكمال زواجك الثاني
انا ابيع لك ذهبي واتسلف
من اهلي بس لا تنكد على نفسك مالنا في هالدنا الا انت
فأجهش في البكاء
وفتح باب غرفته واحتضنها وقبل يديها ولم يستطع ان يضع عينيه في عينيها
ومن ثم خرج مسرعا من البيت (وكان قد اجتمع لديه مبلغ من المال للبدء في اكمال
الدور الثاني من
بيته الذي يعمره
فذهب الى الخطوط ليحجز مقعدين الى اوربا
ومن ثم عاد الى منزله وطلب من زوجته ان تحضر الحقائب للسفر وتجهز اولادهما
لأرسالهما الى بيت
والدتها وقد سافر الأثنان في اليوم التالي ..